الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
قال الْبَزَّار وَقد رُوِيَ هَذَا الحَديث عَن أبي الدَّرْدَاء من غير وَجه وَهَذَا من أحسن إِسْنَاد يرْوَى بِهِ انْتَهَى.وَأما حَديث ابْن عمر فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى ثَنَا مُحَمَّد بن الْحَارِث ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن السَّلمَانِي عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لم يقل فِيهِ وَيرْفَع قوما... إِلَى آخِره.وَأما حَديث عبد الله بن منيب فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَديث عَمْرو ابْن بكر السكْسكِي ثَنَا الْحَارِث بن عُبَيْدَة بن رَبَاح الغساني عَن أَبِيه عُبَيْدَة عَن منيب بن عبد الله بن منيب الْأَزْدِيّ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ بِلَفْظ ابْن ماجة سَوَاء.وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده والطبري والثعلبي وَابْن أبي حَاتِم فِي تفاسيرهم.قال الْبَزَّار وَلَا نعلم أسْند عبد الله بن منيب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ إِلَّا هَذَا الحَديث انْتَهَى.وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.1283- الحَديث الرَّابِع:قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ: «الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ لَينُونَ».قلت تقدم فِي الْفرْقَان.1284- الحَديث الْخَامِس:عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قال: «من قرأ سُورَة الرَّحْمَن أَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ».قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَديث سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون ابْن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ: «من قرأ سُورَة الرَّحْمَن رحم الله ضعفه وَأَدَّى شكر مَا أنعم الله عَلَيْهِ».وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان وَمتْن الثَّعْلَبِيّ.وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس وَمتْن الثَّعْلَبِيّ. اهـ.
.فصل في ذكر آيات الأحكام في السورة الكريمة: قال إلكيا هراسي:سورة الرحمن:قوله تعالى: {فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}، الآية 68.يحتج به من يخرج الرمان والنخل من مطلق اسم الفاكهة، لأن الشيء لا يعطف على نفسه، وإنما يعطف على غيره، هذا ظاهر الكلام.والشافعي يقول: هو كقوله تعالى: {مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ}. اهـ..من مجازات القرآن في السورة الكريمة: .قال ابن المثنى: سورة الرّحمن:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}.{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (5)} جميع حساب مثل شهبان وشهاب..{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ} (6) الشجر ما كان على ساق والنجم ما نجم من الأرض ولم يكن على ساق ومجازها على الأشجار وثنّى فعلهما على لفظهما..{أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ} (8) أن لا تظلموا وتنقصوا..{وَلا تُخْسِرُوا} (9) أي لا تظلموا وتنقصوا، بالقسط والعدل..{وَضَعَها لِلْأَنامِ} (10) للخلق..{وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ} (11) واحدها كمّ..{وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ} (12) تخرج له عصيفة وهى أذنته أعلاه وهو الهبوذ وأذنة الثّمام زيادته وكثرته وورقه الذي يعتصف فيؤكل قال علقمة ابن عبدة:[886].طمّها ملأها لم يبق فيها شىء وطمّ إناءه مل اهـ. والريحان الحبّ منه الذي يؤكل، يقال: سبحانك وريحانك أي رزقك قال النّمر بن تولب: [887].{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ} (13) أي فبأى نعمه، واحدها ألى، تقديرها قفى وقال بعضهم: تقديرها معى {وتكذّبان} مجازها مخاطبة الجن والإنس وهما الثّقلان..{مِنْ صَلْصالٍ} (14) أي طين يابس لم يطبخ له صوت إذا نقر، فهو من يبسه.{كَالْفَخَّارِ} (14) الفخار ما طبخ بالنار..{مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ} (15) من خلط من النار..{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (17) أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف، فإذا قال المشارق والمغارب فمشرق كل يوم ومغرب كل يوم..{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ} (19) مجازها مجاز قولك مرجت دابتك، خليت عنها وتركتها..{بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ} (20) ما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ.{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ} (23) المرجان صغار اللؤلؤ واحدتها مرجانة وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما فخرج مخرج: أكلت خبزا ولبنا..{الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ} (24) المجريات المرفوعات..{كَالْأَعْلامِ} (24) كالجبال قال جرير يصف الإبل: [888].{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ} (31) سنحاسبكم، لم يشغله شىء تبارك وتعالى.{إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا} (32) أن تفوتوا.{مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ} (33) جوانبها مجازها مجاز الفوت، والأقطار والأقتار واحد..{شُواظٌ} (35) وشواظ واحد وهو النار التي تؤجج لا دخان فيها، قال رؤبة: [889].{وَنُحاسٌ} (35) ونحاس والنحاس الدخان، قال نابغة بنى جعدة: [890].{فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ} (37) من لونها، جمع دهن، تمور كالدهن صافية، وردة لونها كلون الورد وهو الجلّ..{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ} (41) علاماتهم في الأصل أعلامهم..{هذِهِ جَهَنَّمُ} (43) مجازها: يقال هذه جهنم..{وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (44) بلغ إناه في شدة الحر وكل مدرك آن وفى آية أخرى.{غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ} أي إدراكه، قال نابغة بنى ذبيان: [891] أي مدرك..{ذَواتا أَفْنانٍ} (48) أي أغصان..{مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} (54) يسمّى المتاع الصيني الذي ليس له صفاقة الديباج ولا خفّة الفرند إستبرقا..{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ} (54) ما يجتنى قريبا لا يعنّى الجاني..{قاصِراتُ الطَّرْفِ} (56) لا تطمح أبصارهن..{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} (56) لم يمسسهن، يقال: ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسّه حبل..{مُدْهامَّتانِ} (64) من خضرتهما قد اسودّتا..{عيْنانِ نَضَّاخَتانِ} (66) فوّارتان..{فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ} (70) امرأة خيرة ورجل خير والجميع خيرات ورجل أخيار وخيار قال: (298).{حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ} (72) الحوراء: الشديدة بياض بياض العين والشديدة سواد سواد العين، مقصورات: أي خدّرن في الخيام والخيام البيوت والهوادج أيضا خيام قال لبيد: [892] وقال جرير: [893].{رَفْرَفٍ خُضْرٍ} (76) فرش والبسط أيضا رفارف وتقول العرب لكل شىء من البسط.. {عَبْقَرِيٍّ} (76) ويرون أنها أرض يوشّى فيها قال زهير بن أبى سلمى: [894]. اهـ. .قال الشريف الرضي: ومن السورة التي يذكر فيها الرحمن سبحانه:.[الرحمن: الآيات 6- 7]. {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (6) وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7)}.قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ} [6] وهذه استعارة: والنجم هاهنا ما نجم من النبات. أي طلع وظهر. والمراد بسجود النبات والشجر- واللّه أعلم- ما يظهر عليها من آثار صنعة الصانع الحكيم، والمقدّر العليم، بالتنقل من حال الإطلاع، إلى حال الإيناع، ومن حال الإيراق إلى حال الإثمار، غير ممتنعة على المصرّف، ولا آبية على المدبّر.وقوله سبحانه: {وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ} [7] ولفظ الميزان هاهنا مستعار، على أحد التأويلين. وهو أن يكون معناه العدل الذي تستقيم به الأمور، ويعتدل عليه الجمهور. وشاهد ذلك قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ} أي بالعدل في الأمور.وروى عن مجاهد أنه قال: القسطاس: العدل بالرومية. ويقال: قسطاس، وقسطاس. بالضم والكسر، كقرطاس وقرطاس..[الرحمن: الآيات 19- 20]. {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (19) بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ (20)}.وقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ} [19]، [20] وهذه استعارة. والمراد بها أنه سبحانه أرسل البحرين طاميين، وأمارهما مائعين، وهما يلتقيان بالمقاربة، لا بالممازجة، فبينهما حاجز يمنعهما من الانحراق ويصدّهما عن الاختلاط.ومعنى قوله تعالى: {لا يَبْغِيانِ} أي لا يغلب أحدهما على الآخر، فيقلبه إلى صفته، إمّا الملح على العذب، أو العذب على الملح. وكنى تعالى بلفظ البغي عن غلبة أحدهما على صاحبه. لأن الباغي في الشاهد اسم لمن تغلّب من طريق الظلم بالقوة والبسطة، والتطاول والسطوة.وقد مضى الكلام على مثل هذه الاستعارة فيما تقدم. إلّا أن فيها هاهنا زيادة أوجبت إعادة ذكرها..[الرحمن: آية 27]. {وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (27)}.وقوله سبحانه: {وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ} [22] وهذه استعارة. وقد تقدم الكلام على نظيرها. والمراد: وتبقى ذات ربّك وحقيقته.
|